6.8.10

الأحفاد ليسوا أغنى من الأجداد و النهر يتسمم و يمرض و يموت .. ومازالت الزراعة تروى بمياه الصرف


ويموت النهر إذا ألقينا فيه مباشرة مواد سامة ، فهي تقتل الأسماك على الفور ، وهنا يقال : إن النهر قد مات ، أما إذا ألقينا كميات كبيرة على غير العادة من مواد عضوية غير سامة في النهر ، بصرف النظر عن المواد الأخرى من مياه صرف صحى وغيره فسوف تتغذى البكتيريا على هذه المواد وتتضاعف أعدادها بصورة مذهلة ، فيختل الميزان السائد بين أعداد الأحياء في النهر ، وهنا يقال : إن النهر مريض ، وكذلك الأمر لو ألقينا بأطنان من السكر مثلاً ـ وهو مادة غذائية مثالية ـ فنحن في الواقع نسمم النهر أيضاً بما قد يفضي إلى موته .
وهذه مشكلة ساخنة في هذه الأيام ، لأن محاصيلنا الزراعية تروى بمياه الأنهار ، ونحن نأكل هذه المحاصيل في النهاية ، ونقدم منها علفاً لماشيتنا ، والمياه الملوثة تنتج محاصيل زراعية ملوثة ، أضف إلى ذلك أن الأنهار هي إحدى أهم مصادر الأسماك التي أصبحت تمثل جانباً مهماً من غذاء الإنسان اليوم مع ارتفاع اسعار اللحوم البيضاء و الحمراء .
فما الذي يدفع بكثيرين من إخواننا في الإنسانية إلى الاستغلال الجائر للأنظمة البيئية بشراهة ؟
هل لأن البشر لا يقنعون بما لديهم ، و إفساد الموارد أصبح غريزة كما قال أرسطوطاليس : إن جشع الإنسان لا يرتوي ؟!
أم أن السبب في ذلك هو أنهم يقتنعون بأن الأحفاد أغنى من الأجداد عن تلك الموارد ؟
إن من حقنا أن نحصل على احتياجاتنا ، ولكن ليس على حساب مستقبل أبنائنا وأحفادنا!



ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...